التسميات

ابحث في المدونة

الاثنين، 2 أكتوبر 2017

أرواد الجزيرة التاريخية





لمحة تاريخية :


قامت مدينة أرواد السورية على جزيرة تحمل الاسم نفسه، وتتمتع بتاريخ عريق. وتقع الجزيرة أمام السواحل الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، قبالة البر السوري وعلى بعد 4150 متراً جنوب غرب مدينة طرطوس، وعلى بعد 2450 متر عن خط الساحل السوري.
أرواد باليونانية (أرادوس Arados) وبالفينيقية آراد وتعني الملجأ. وهناك عدة أماكن تحمل نفس التسمية أمام الساحل الفلسطيني وفي الخليج العربي وبالقرب من جزيرة كريت، إلا أن كل الدلائل تشير إلى أن مؤسسي هذه الأماكن كانوا من الفينيقيين وبالتالي تعزز معنى الاسم وهو "ملجأ الهاربين”.
وقد كانت الجزيرة مسكونة منذ زمن بعيد، لكن استمرار السكن على هذه المساحة الضيقة لم يسمح بالعثور على دلائل هذا الماضي البعيد لأن أرضها صخرية ومن دون طبقات، كما أن أبنيتها مكتظة تعيق أية عملية تنقيب، وقد وجدت شواهد على الاستيطان الإنساني على اليابسة تعود إلى العصر الحجري الحديث والمتوسط .



احتل سرجون الأول مؤسس الدولة الأكادية أرواد (خلال النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد). ثم اشتركت الجزيرة مع الحثيين في حربهم ضد المصريين في معركة قادش (القرن الثالث عشر قبل الميلاد). وعندما أغارت شعوب البحر على أوغاريت، كانت أرواد أوفر حظاً، إذ نجت من الغزو، وأصبحت من أبرز المدن على الساحل. إلا أنها خضعت للملك الآشوري تغلات بلاصر الأول ثم آشور ناصربال. غير أن الأرواديين استردوا معنوياتهم واتحدوا مع ملوك سورية الآراميين عام 854 ق.م ليحاربوا جيش شلمانصر الثالث الذي تمكن فيما بعد من فرض الغرامات على أرواد. وفي عام 727 ق.م استعان شلمانصر الخامس بأسطول أرواد. وفي عام 650 ق.م أعلن ملك أرواد الخضوع لآشور بانيبال ملك آشور. وفي عام 604 دخلت في نفوذ نبوخذ نصّر الكلداني.


وفي عام 539 ق.م أصبحت أرواد جزءاً من الإمبراطورية الأخمينية الفارسية وغدت الولاية الخامسة، وسمح لها بممارسة الحكم الذاتي ودفعت بأسطولها إلى جانب الفرس في حربهم ضد الأثينيين في معركة سلاميس عام 480 ق.م. وعند غزو الاسكندر المقدوني البلاد عام 333 ق.م. قدمت أرواد الخضوع له لكنه لم يغزُ الجزيرة بل أعطاها استقلالاً ذاتياً، وأخذت أرواد تصك النقود باسم الاسكندر
كان لأرواد شأن مهم في النزاع بين البطالمة والسلوقيين لهذا منحها أنطيوخوس الثاني استقلالها ليضمن مساعدة بحريتها وتمتعت وقتها بامتيازات المدينة الحرة. واعتبر العام 259 ق.م نقطة بدء التأريخ لديها. وتدخل الأرواديون في نزاع السلوقيين بين بعضهم حيث وقفوا إلى جانب سلوقس الثاني، واضطر أنطيوخيوس الرابع إلى إخضاعهم بعد مقاومة، ثم تحالف معهم. وأعاد أنطيوخيوس السابع إلى أرواد حريتها ليكسب مساعدتها.


وبصورة عامة كان لأرواد نفوذ عظيم على طول سواحل سورية.
وفي عام 64 ق.م احتل الرومان بقيادة القائد الروماني بومبيوس سورية، إلا أن أرواد حافظت على استقلالها النسبي، وأيدت القائد الروماني بومبيوس عند خلافه مع قيصر، ورفضت دفع الجزية إلا أن المجاعة التي نتجت عن الحصار دفعتها إلى الاستسلام. واحتفظت أرواد في تلك الآونة بمؤسساتها الهيلنستية وكانت الوحيدة التي حافظت على حريتها. إلا أنها أخذت تخبو وتضعف، وبدأ نجم المدينة المقابلة انترادوس (طرطوس) بالتألق ليأخذ مكانها. ومن الجدير بالذكر أن القديس بولس وصل أرواد وهو في طريقه إلى روما وأعجب بتماثيلها وبشر سكانها بالدين المسيحي.


لم تدخل أرواد الفتح العربي مع سورية بل بقيت قاعدة بحرية بيزنطية إلى أن قرر معاوية بن أبي سفيان فتحها وتم له ذلك عام 45 هـ/ 676م.

بعد ذلك تناوب على أرواد المماليك ثم أهملت. وأتى العثمانيون وحسنوا في قلعتها زمن السلطان سليمان القانوني، وشيد فيها حصنان صغيران، وتم نقل إليها السكان من قلعتي المرقب وصلاح الدين وخصصت لهم رواتب وحصلت بينهم مناوشات وبين قراصنة البحر وأسروا بعضاً منهم.

وفي الحرب العالمية الأولى نزلت فيها البحرية الفرنسية وأخضعتها لفرنسا عام 1915م حيث أصبحت تمهر فيها المعاملات بخاتم حكومة أرواد، قبل أن يتم ضمها إلى سورية بعد معاهدة سايكس-بيكو، وقد جعلت فرنسا قلعتها معتقلاً للأحرار والرجالات الوطنيين إبان فترة الاحتلال الفرنسي الذي انتهى عام 1946.


                                                             متحف أرواد :




          موقع المتحف:
          ضمن قلعة أرواد الأثرية التي تتوسط جزيرة أرواد، والتي يعود تاريخها إلى النصف الثاني من القرن الثاني عشر الميلادي، وتضم آثار صليبية ومملوكية وعثمانية.
يُعرض في المتحف لوحات فسيفساء، قواعد تماثيل حجرية نقش عليها نصوص لاتينية، بقايا تماثيل فخارية، برونزيات مختلفة، نماذج مراكب شراعية، نحاسيات تقليدية، صدفيات بحرية نادرة، أدوات صيد بحري.

          قسم الآثار:
          يضم هذا القسم 22 خزانة موزعة في عدد من القاعات المنفصلة عن بعضها البعض، وقد تمّ توزيع المعروضات فيها حسب المواقع الجغرافية التابعة للجزيرة تاريخياً.
          قاعتان لمكتشفات أرواد:
          تحوي آثاراً من الفترة الإغريقية والرومانية والبيزنطية: جرار، صحون فخارية، أباريق، قمع فخاري، كانت قد وُجدت في الجزيرة وفي المياه الإقليمية السورية وهي مختلفة الأشكال والأحجام يعلو بعضها طبقة من الترسبات الكلسية أكسبتها شكلاً جميلاً.

            قاعتان لموقع عمريت:
          يقع هذا الموقع جنوب طرطوس على بعد حوالي 3كم مقابل أرواد، وقد ازدهر خلال القرنين الرابع عشر والثالث عشر قبل الميلاد. تضم هاتان القاعتان مجموعة من الآثار الحجرية والفخارية تعود إلى عهود مختلفة: لوحات فسيفساء، أواني فخارية مختلفة، أجزاء تماثيل حجرية ، نقود.
          قاعتان لآثار تل كزل:
          يقع هذا الموقع جنوب طرطوس على بعد حوالي 18كم على نهر الأبرش، ويُعتبر من أكبر التلال الأثرية الواقعة في فجوة حمص، والذي كان له صلة بأرواد خلال الألف الأول قبل الميلاد. تضم القاعتان آثاراً من العصر البرونزي الحديث وقطع من الفترة الهيلنستية والرومانية والبيزنطية .
          قاعتان للتنقيبات البحرية:
          تضم مجموعةً كبيرة من المنحوتات الفخارية التي تعود إلى القرن الثالث عشر، وهي منتشلة من سفينة غارقة في البحر قبالة الشاطئ المهجور من قبل البعثة السورية-اليابانية المشتركة؛ كما تضمان مجموعة من الآثار الحجرية المختلفة المعروضة في حديقة المتحف










         قاعة النقود: تضم مجموعة من القطع النقدية البرونزية من الفترة الرومانية والبيزنطية  والإسلامية بالإضافة لمجموعة من القطع البرونزية  (مشابك – مخارز – أساور – خواتم).

          قسم التقاليد الشعبية:
          يضم ما يتعلق بالحياة الاجتماعية لسكان الجزيرة في 19 خزانة موزعة في عدد من القاعات:
          قاعتان للنحاسيات التقليدية:
          وتضمان مجموعةً مختلفة الأشكال من الأدوات النحاسية التي تستخدم لأغراض منزلية مختلفة: صحون، قدور، مصبات قهوة، كؤوس، طاسات حمام، عدة تزيين.
          قاعة الصدفيات البحرية:
          وتحوي مجموعة مختلفة الأشكال والأحجام من الأصداف البحرية الجميلة والنادرة.
          قاعة المراكب:
          وتضم نماذجَ لمراكب شراعية بأنواعها المختلفة: السكونا، الغيظ، الكيك، الفلوكة؛ والتي استخدمت من قبل أهالي الجزيرة حتى عهد قريب وهي من صنع محلي.
          قاعة الصيد البحري:
          وتضم مجموعة من أدوات الصيد التي استخدمها الصياد الأروادي، والتي تبين طرق صيد السمك والإسفنج: شباك صيد، صنارات، أجهزة غطس، بنادق صيد بحرية، إسفنج بحري.
          قاعة الفن الحديث:
          وتضم مجموعة من اللوحات الزيتية والمائية التي تصور الحياة الاجتماعية لسكان الجزيرة .

أهم القطع الأثرية التي عثر عليها في أرواد 


 قمع كان يستخدم في زمن الفينيقيين من أجل إخراج المياه العذبة من قلب البحر .


 أقدم تمثال من الطين في العالم مكتشف في جزيرة أرواد و هو يمثل الربة الأم 

عن المدونة

تحتوي هذه المدونة معلومات كاملة عن مدينة طرطوس من موقعها الجغرافي وتاريخها و المعالم الأثرية الموجودة فيها حيث تناول هذه المعالم بالتفصيل وهي :
جزيرة أرواد , مدينة عمريت الأثرية , قلعة المرقب , برج صافيتا , المدينة القديمة في طرطوس
وتمضن الشرح معلومات مهمة عن كل موقع بالإضافة إلى أهم القطع التي اكتشفت فيه و أهم هذه القطع :
أقدم تمثال طيني مكتشف في العالم في جزيرة أرواد يمثل للربة الأم . ويعود إلى حوالي أربعة آلاف عام
كما تضمنت المدونة معلومات عن السياحة في طرطوس و الاستثمار السياحي فيها
بالإضافة إلى الحديث عن النشاط الثقافي في طرطوس في عدة مقالات و مقابلات مع مسؤولين
كما تحدثت عن المهرجانات التي تتم في مدينة طرطوس و أهمها مهرجان صيف طرطوس و مهرجان السنديان الثقافي في قرية الملاجة
وتحدثت أيضا عن التراث في مدينة طرطوس عبر تقرير مصور عن صناعة القوارب القديمة في جزيرة أرواد والمستمرة منذ أيام الفينيقيين الذي نشروا حضاراتهم إلى العالم أجمع عبر البحر.

أما فيما يتعلق بالخصائص التقنية التي تمت إضافتها في المدونة  :
نشر مقالات مزودة بالصور حيث تم إدراج صور في كل مقال
نشر فيديوهات متعلقة بسياحة طرطوس و معالمها الطبيعية والأثرية و تراثها .
نشر روابط موقع وزارة السياحة السورية و مديرية السياحة في طرطوس بالإضافةإلى روابط المواقع الصديقة.
استبيان موجود في المدونة عن قابلية التطور السياحي لمدينة طرطوس .
خيار الترجمة المدعوم من موقع غوغل
خيار المتابعة
خيار البحث في المدونة
ربط المدونة مع حساب google
خاصية التبليغ عن إساءة الاستخدام
إضافة محررين و ناشرين
إضافة الملف التعريفي
تهيئة رأس الصفحة بعرض عنوان المدونة مع لمحة بسيطة عن ما ستقدمه
خيار المتابعة بالبريد الإلكتروني
إحصاءات المشاهدة للمدونة
تحديد مشاركة مميزة تتحدث عن صناعة السفن في أرواد وجعلها ظاهرة بشكل دائم في الصفحة الأولى

مواقع صديقة

من أنا

الاسم : أحمد محمد أحمد
العمر 26 سنة
المهنة :طالب ماجستير في كلية السياحة جامعة دمشق , و خريج كلية السياحة جامعة دمشق عام 2014 ,
أعمل ضمن المجال السياحي المتعلق بمكاتب السياحة والسفر , بالإضافة إلى الفنادق.
بالإضافة إلى العمل الحر في مجال التسويق سواء ضمن الأسواق الفعلية أو ضمن مجال التسويق الإلكتروني .

واقع الاستثمار السياحي في محافظة طرطوس

تعد محافظـة طرطوس من المحافظات ذات المستقبل السياحي الواعد لما تمتلكه من مقومات سياحية قيمة وجذابة ، من جبال وخضرة ، بحر وينابيع وبحيرات اصطناعية ، ومواقع تاريحية وطبيعية مختلفة وبخصوص واقع الاستثمار السياحي في المحافظة ، تم اجراء هذا الحوار مع السيد المهندس : علي درويش مدير السياحة في طرطوس على هامش سوق الاستثمار السياحي الدولي ، ما المشاريع السياحية المتعلقة بمحافظة طرطوس ؟ عرض في ملتقى سوق الاستثمار السياحي الدولي الثالث ، الذي عقد في دمشق بين 24 26/4/2007 ستة عشر مشروعا يخص محافظة طرطوس راعت التنوع الطبيعي للمحافظة كمشاريع شاطئية ، بحرية ، جبلية ، وبيئية. أحدث هذه المشاريع مشروع ( تل فريك ) في قلعة المرقب  برج الصبي - شاطئ البحر لاقت هذه المشاريع قبولا كبيرا من المستثمرين المحليين والخليجيين والاجانب وبيع معظم الشروط الخاصة بهذه المشاريع إلى المستثمرين - ما أهم المشاريع السياحية التي ترتكز عليها المحافظة لهذا العام ؟ أن انجاز الكورنيش البحري في طرطوس نقطة تحول في المسيرة السياحية للمحافظة هذا العام حيث يتوقع أن يقصده السياح من كافة المناطق والبلدان نظرا لموقعه وحداثته ومن المشاريع الهامة الاخرى مغارة الضوايات ومنطقة مشتى الحلو بمشاريعها السياحية المشتركة والخاصة سوف تصير منطقة جذب مميزة اضافة لمنطقة صافيتا ( المريزة ) وجزيرة أرواد خاصة بعد ترميم قلعتها وبرجها الايوبي ، ومن المتوقع أن عدد السياح الذين سيرتادون المحافظة لعام 7002 م سيصل إلى مليون سائح مقارنة بالاعوام الماضية ، نتيجة حملات الترويج التي قامت بها وزارة السياحة في اوروبا وافريقيا ودول الخليج العربي  - ما عدد المشاريع السياحية حتى الآن ؟ لقد حصل 22 مشروعا سياحيا على رخصة اشادة سياحية من بداية عام 2006 م وحتى الآن ، واغلبها بوشر العمل فيه، وقد تنوعت هذه المشاريع بين مطاعم وفنادق من نجمتين وثلاثة نجوم وشاليهات وبلغ عدد الغرف 2036 غرفة 2348 سريراً و 8679 كرسياً - ما التسهيلات المعطاة لاصحاب المشاريع الاستثمارية ؟ تبعا للقرارات الصادرة مؤخراً من القرار ( 39 -41 ) تم السماح بتعديل المقاسم السكنية إلى منشآت سياحية (فنادق) والقرار 186 الذي يسمح للعرب والاجانب بتملك المشاريع السياحية اضافة إلى القروض المناسبة التي تمنحها المصارف والبنوك لهذه المشاريع السياحية. كما قدمت الدولة لهذا القطاع ايضا بعض الحوافز الاخرى ،كالاعفاء من الجمارك على المواد التي تدخل في انشاء المنشآت السياحية ، الاعفاء من الضرائب والرسوم خلال مدة انشاء واقامة هذه المنشآت مما يشجع المستثمر اكثر فاكثر على جو الاستثمار. ما التصور المستقبلي للخريطة السياحية في المحافظة ؟ تقوم مديرية السياحة من خلال البروشورات السياحية وملتقيات الاستثمار بعرض اهم ما تملكه المحافظة من اماكن اثرية ومواقع سياحية وأراضٍ للاستثمار السياحي ، ونظرا لغزارة المنتج في محافظة طرطوس من جبل ، بحر ،غابات ، مغارات ، قلاع وحصون الخ من المتوقع أن تتبوأ المحافظة مركزا مرموقا على خارطة السياحة السورية والعربية ، وبوادر هذه النهضة بدأت تظهر من خلال المشاريع المقامة حاليا وابرزها الكورنيش البحري ، الذي يشكل بداية لنهضة سياحية مميزة.

برج صافيتا

يقع برج صافيتا في مدينة صافيتا في الزاوية الجنوبية الشرقية لمحافظة طرطوس في سورية والتي تربض على قمم جبلية ثلاث يتوسط أحداهما البرج الشهير ويرتفع عن سطح البحر 419 مترا والبرج هو الوحيد الباقي في القلعة ويرتفع نحو 39 مترا ويعد من أهم المعالم الأثرية في صافيتا.

الموقع

يتوضع البرج في أعلى قمة في المنطقة فوق هضبة مستديرة صخرية في الشعاب الجنوبية لسلسلة الجبال الساحلية يرتفع عن سطح البحر 419 مترا ويشرف على الساحل حتى أرواد وطرابلس والدريكيش وقلعة الحصن يعد منطقة وسطى بين أرواد وحصن سليمان ما يرجح أنه كان محطة وموقعا دفاعيا لحامية فينيقية في دولة أرواد ويمكن رؤية قلعة الحصن وقلعة العريمة وقلعة طرابلس وبرج ميعار وقلعة يحمور وقلعة أم الحوش وقلعة العليقة وقلعة صلاح الدين على امتداد جبال الساحل السوري بالعين المجردة من هذا البرج حيث أنه كان قديما يشكل شبكة اتصال من تلك القلاع بالنيران ليلا والدخان نهارا.

الاسم

حمل برج صافيتا اسم صافيتا / بورغاس القصر الأبيض / أو / بيانك شاستي الحصن الأبيض / حيث كانت هذه التسمية تطلق أيام الحروب الصليبية ويعود سبب تسميته البرج الأبيض لأن الحجارة المبنى منها هي حجارة كلسية بيضاء

وصف البرج

يتم الدخول إلى البرج من البوابة المطلة على جهة الشرق وهي ذات بناء مؤلف من طابقين لم يبق منه من هذا الجانب سوى الجدار الغربي وعقود حجرية , أما البرج المحصن ويبدو بحالة جيدة من المدخل الرئيسي بشكل جيد فقد شيدت جدرانه من قطع حجرية مربعة رائعة تظهر فيها آثار مميزة للإصلاحات التي جرت بعد الزلزال الأول في عام 1170 م والزلزال الثاني عام 1202 م الذي إنهار خلاله الطابق العلوي وأجزاء من الزاوية اليسارية للبرج.
يتألف البرج المحصن من أربعة أقسام وهي الأساس الفينيقي وهو مغمور تقريبا ولكن أساسه يظهر من الجهة الشرقية والشمالية والطابق الأرضي وهو عبارة عن أقبية سقوفها نصف دائرية لها بوابات تؤدي إلى سراديب وفيها خزان ماء محفور في الصخر تم ردمه عندما بدا السكان ببناء مساكنهم.
والطابق الأول للبرج يتألف من كنيسة تمارس الطقوس الدينية فيها حاليا والطابق الثاني يدعى بالقاعة الكبرى فوق الكنيسة للبرج المحصن وهو عبارة عن صالة مفتوحة وفيها نوافذ ومرامي السهام عميقة كانت تؤمن الدفاع عن البرج وقد تم تصميم الطابق الثاني وبناؤه في أوائل القرن الثالث عشر على ثلاث ركائز من الأعمدة الضخمة البارزة تستند إليها عقود متصالبة شديدة الانحناء ويتم الوصول إلى السطح عن طريق درج في الطابق الثاني ويحتوي السطح شرفات ما زال قسم منها محتفظا بفتحاته وهي تطل على الأفق البعيد والشرفات مبنية من صخور ضخمة منحوتة بدقة وعناية كما تضم مدينة صافيتا العديد من المواقع الأثرية والسياحية المهمة مثل حصن سليمان والكفرون وجسر الكفرون ومغارة الضويات.

قلعة المرقب

قلعة المرقب حصن منيع يقع على بعد 5 كم شرق مدينة بانياس علي الساحل السوري وهي تابعة لمنطقة بانياس في محافظة طرطوس في سوريا. بنيت في عام 1062 م فوق قمّة تلّة على ارتفاع 370 م فوق سطح البحر. تشرف من الشرق على جبال اللاذقية ومن الغرب على مدينة بانياس والبحر الأبيض المتوسط وتحيط بها الجبال والغابات الرائعة ويحيط بها خندق ضخم مخلهل يمر عبر درج قائم فوق جسر إلى المدخل الرئيسي للقلعة. ذكرت القلعة في مراجع كثيرة ووصفها أبوالمحاسن في كتابة النجوم الزاهرة بأنها قلعة حصينة ومنيعة وكبيرة جداً.

لقطة لقلعة المرقب من الساحل شمال مدينة بانياس
ولا يمكن للمسافر القادم من اللاذقية أو من طرطوس مهما كان على عجلة من أمره إلا أن يتوقف مندهشاً حين يصل إلى مشارف مدينة بانياس الساحل ليشاهد بين سلسلة الجبال المشرفة على البحر جبلا مغطّى بالغابات والخضرة تنتصب فوقه قلعة ضخمة رهيبة بشكل مدهش، إنها قلعة المرقب أحد حصون وقلاع الساحل السوري.

تاريخ القلعة

بنى تلك القلعة الخليفة العباسي هارون الرشيد خلال فترة حكمه (170 - 193هـ / 789 - 809 م)، ثم أعيد بناؤها سنة 454هـ / 1062 م على يد رشيد الدين الإسماعيلي، واستمرت قائمة حتى سيطر الصليبيون على القلعة سنة 510 هـ / 1117 م وجعلوها حامية لهم، ثم استلمها الإسبتارية سنة 582 هـ / 1186 م[1] فأصبحت من أهم المواقع الحصينة على امتداد الساحل السوري، وقد استعادها السلطان قلاوون سنة 684 هـ / 1285 م بعد معارك عنيفة وحصار طويل وبسبب ارتفاع القلعة وموقعها ومناعة أسوارها كانت عملية تحريرها صعبة جداً وبعد عدّة محاولات تم تحرير القلعة، وكانت هزيمة الصليبيين نكسةً كبيرةً لهم ,خاصةً وأنهم فقدوا أهمّ موقع لهم وكان ذلك إيذاناً بانتهاء وجودهم في الشرق كلّه، علماً أنّ صلاح الدين الأيوبي لم يستطع تحرير القلعة وكذلك السلطان الظاهر بيبرس الذي حقّق نصراً ولكنّه لم يستطع دخولها بسبب صعوبة الوصول إليها وارتفاعها وتميّز ومناعة قلعة المرقب فكانت عصيّة على الكثيرين عبر التاريخ، وبعد تحريرها علي يد السلطان قلاوون أمر بإعادة تحصين القلعة أكثر وجعل فرقته من المماليك البحرية في حمايتها.

وصف القلعة

للقلعة طلّة مهيبة تبهر الناظر إليها من بعيد راسخة كالجبل، يحيط بها سوران سور داخلي وسور خارجي ويحتوي السور الخارجي على 14 برجاً دفاعياً منيعاً وفي داخل القلعة الكثير من المنشآت والمباني مثل قاعة الفرسان والقاعة الملكية وكنيسة تعود للقرن الثاني ومرافق وخزّانات وممرّات الأسوار والأبراج وقد اكتشف في القلعة صور جدارية ملونة من أهمّها على الإطلاق جدارية تمثل (العشاء الأخير) وهي عبارة عن لوحة ملونة رائعة تضم 12 شخصاً تعلو رؤوسهم هالات صفراء اللون ومن بينهم في الوسط صورة تبين (بولس الرسول) (بطرس الرسول)، بالقرب من القلعة معبد أثري بناه أنتيوخوس بن مينودور شيّده إكراماً لأهل بانياس وأعلاه وزوّده بالتماثيل للدلالة على آلهة العبادة في بانياس مثل جوبيتر وباخوس.