الاثنين، 2 أكتوبر 2017

أرواد الجزيرة التاريخية





لمحة تاريخية :


قامت مدينة أرواد السورية على جزيرة تحمل الاسم نفسه، وتتمتع بتاريخ عريق. وتقع الجزيرة أمام السواحل الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، قبالة البر السوري وعلى بعد 4150 متراً جنوب غرب مدينة طرطوس، وعلى بعد 2450 متر عن خط الساحل السوري.
أرواد باليونانية (أرادوس Arados) وبالفينيقية آراد وتعني الملجأ. وهناك عدة أماكن تحمل نفس التسمية أمام الساحل الفلسطيني وفي الخليج العربي وبالقرب من جزيرة كريت، إلا أن كل الدلائل تشير إلى أن مؤسسي هذه الأماكن كانوا من الفينيقيين وبالتالي تعزز معنى الاسم وهو "ملجأ الهاربين”.
وقد كانت الجزيرة مسكونة منذ زمن بعيد، لكن استمرار السكن على هذه المساحة الضيقة لم يسمح بالعثور على دلائل هذا الماضي البعيد لأن أرضها صخرية ومن دون طبقات، كما أن أبنيتها مكتظة تعيق أية عملية تنقيب، وقد وجدت شواهد على الاستيطان الإنساني على اليابسة تعود إلى العصر الحجري الحديث والمتوسط .



احتل سرجون الأول مؤسس الدولة الأكادية أرواد (خلال النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد). ثم اشتركت الجزيرة مع الحثيين في حربهم ضد المصريين في معركة قادش (القرن الثالث عشر قبل الميلاد). وعندما أغارت شعوب البحر على أوغاريت، كانت أرواد أوفر حظاً، إذ نجت من الغزو، وأصبحت من أبرز المدن على الساحل. إلا أنها خضعت للملك الآشوري تغلات بلاصر الأول ثم آشور ناصربال. غير أن الأرواديين استردوا معنوياتهم واتحدوا مع ملوك سورية الآراميين عام 854 ق.م ليحاربوا جيش شلمانصر الثالث الذي تمكن فيما بعد من فرض الغرامات على أرواد. وفي عام 727 ق.م استعان شلمانصر الخامس بأسطول أرواد. وفي عام 650 ق.م أعلن ملك أرواد الخضوع لآشور بانيبال ملك آشور. وفي عام 604 دخلت في نفوذ نبوخذ نصّر الكلداني.


وفي عام 539 ق.م أصبحت أرواد جزءاً من الإمبراطورية الأخمينية الفارسية وغدت الولاية الخامسة، وسمح لها بممارسة الحكم الذاتي ودفعت بأسطولها إلى جانب الفرس في حربهم ضد الأثينيين في معركة سلاميس عام 480 ق.م. وعند غزو الاسكندر المقدوني البلاد عام 333 ق.م. قدمت أرواد الخضوع له لكنه لم يغزُ الجزيرة بل أعطاها استقلالاً ذاتياً، وأخذت أرواد تصك النقود باسم الاسكندر
كان لأرواد شأن مهم في النزاع بين البطالمة والسلوقيين لهذا منحها أنطيوخوس الثاني استقلالها ليضمن مساعدة بحريتها وتمتعت وقتها بامتيازات المدينة الحرة. واعتبر العام 259 ق.م نقطة بدء التأريخ لديها. وتدخل الأرواديون في نزاع السلوقيين بين بعضهم حيث وقفوا إلى جانب سلوقس الثاني، واضطر أنطيوخيوس الرابع إلى إخضاعهم بعد مقاومة، ثم تحالف معهم. وأعاد أنطيوخيوس السابع إلى أرواد حريتها ليكسب مساعدتها.


وبصورة عامة كان لأرواد نفوذ عظيم على طول سواحل سورية.
وفي عام 64 ق.م احتل الرومان بقيادة القائد الروماني بومبيوس سورية، إلا أن أرواد حافظت على استقلالها النسبي، وأيدت القائد الروماني بومبيوس عند خلافه مع قيصر، ورفضت دفع الجزية إلا أن المجاعة التي نتجت عن الحصار دفعتها إلى الاستسلام. واحتفظت أرواد في تلك الآونة بمؤسساتها الهيلنستية وكانت الوحيدة التي حافظت على حريتها. إلا أنها أخذت تخبو وتضعف، وبدأ نجم المدينة المقابلة انترادوس (طرطوس) بالتألق ليأخذ مكانها. ومن الجدير بالذكر أن القديس بولس وصل أرواد وهو في طريقه إلى روما وأعجب بتماثيلها وبشر سكانها بالدين المسيحي.


لم تدخل أرواد الفتح العربي مع سورية بل بقيت قاعدة بحرية بيزنطية إلى أن قرر معاوية بن أبي سفيان فتحها وتم له ذلك عام 45 هـ/ 676م.

بعد ذلك تناوب على أرواد المماليك ثم أهملت. وأتى العثمانيون وحسنوا في قلعتها زمن السلطان سليمان القانوني، وشيد فيها حصنان صغيران، وتم نقل إليها السكان من قلعتي المرقب وصلاح الدين وخصصت لهم رواتب وحصلت بينهم مناوشات وبين قراصنة البحر وأسروا بعضاً منهم.

وفي الحرب العالمية الأولى نزلت فيها البحرية الفرنسية وأخضعتها لفرنسا عام 1915م حيث أصبحت تمهر فيها المعاملات بخاتم حكومة أرواد، قبل أن يتم ضمها إلى سورية بعد معاهدة سايكس-بيكو، وقد جعلت فرنسا قلعتها معتقلاً للأحرار والرجالات الوطنيين إبان فترة الاحتلال الفرنسي الذي انتهى عام 1946.


                                                             متحف أرواد :




          موقع المتحف:
          ضمن قلعة أرواد الأثرية التي تتوسط جزيرة أرواد، والتي يعود تاريخها إلى النصف الثاني من القرن الثاني عشر الميلادي، وتضم آثار صليبية ومملوكية وعثمانية.
يُعرض في المتحف لوحات فسيفساء، قواعد تماثيل حجرية نقش عليها نصوص لاتينية، بقايا تماثيل فخارية، برونزيات مختلفة، نماذج مراكب شراعية، نحاسيات تقليدية، صدفيات بحرية نادرة، أدوات صيد بحري.

          قسم الآثار:
          يضم هذا القسم 22 خزانة موزعة في عدد من القاعات المنفصلة عن بعضها البعض، وقد تمّ توزيع المعروضات فيها حسب المواقع الجغرافية التابعة للجزيرة تاريخياً.
          قاعتان لمكتشفات أرواد:
          تحوي آثاراً من الفترة الإغريقية والرومانية والبيزنطية: جرار، صحون فخارية، أباريق، قمع فخاري، كانت قد وُجدت في الجزيرة وفي المياه الإقليمية السورية وهي مختلفة الأشكال والأحجام يعلو بعضها طبقة من الترسبات الكلسية أكسبتها شكلاً جميلاً.

            قاعتان لموقع عمريت:
          يقع هذا الموقع جنوب طرطوس على بعد حوالي 3كم مقابل أرواد، وقد ازدهر خلال القرنين الرابع عشر والثالث عشر قبل الميلاد. تضم هاتان القاعتان مجموعة من الآثار الحجرية والفخارية تعود إلى عهود مختلفة: لوحات فسيفساء، أواني فخارية مختلفة، أجزاء تماثيل حجرية ، نقود.
          قاعتان لآثار تل كزل:
          يقع هذا الموقع جنوب طرطوس على بعد حوالي 18كم على نهر الأبرش، ويُعتبر من أكبر التلال الأثرية الواقعة في فجوة حمص، والذي كان له صلة بأرواد خلال الألف الأول قبل الميلاد. تضم القاعتان آثاراً من العصر البرونزي الحديث وقطع من الفترة الهيلنستية والرومانية والبيزنطية .
          قاعتان للتنقيبات البحرية:
          تضم مجموعةً كبيرة من المنحوتات الفخارية التي تعود إلى القرن الثالث عشر، وهي منتشلة من سفينة غارقة في البحر قبالة الشاطئ المهجور من قبل البعثة السورية-اليابانية المشتركة؛ كما تضمان مجموعة من الآثار الحجرية المختلفة المعروضة في حديقة المتحف










         قاعة النقود: تضم مجموعة من القطع النقدية البرونزية من الفترة الرومانية والبيزنطية  والإسلامية بالإضافة لمجموعة من القطع البرونزية  (مشابك – مخارز – أساور – خواتم).

          قسم التقاليد الشعبية:
          يضم ما يتعلق بالحياة الاجتماعية لسكان الجزيرة في 19 خزانة موزعة في عدد من القاعات:
          قاعتان للنحاسيات التقليدية:
          وتضمان مجموعةً مختلفة الأشكال من الأدوات النحاسية التي تستخدم لأغراض منزلية مختلفة: صحون، قدور، مصبات قهوة، كؤوس، طاسات حمام، عدة تزيين.
          قاعة الصدفيات البحرية:
          وتحوي مجموعة مختلفة الأشكال والأحجام من الأصداف البحرية الجميلة والنادرة.
          قاعة المراكب:
          وتضم نماذجَ لمراكب شراعية بأنواعها المختلفة: السكونا، الغيظ، الكيك، الفلوكة؛ والتي استخدمت من قبل أهالي الجزيرة حتى عهد قريب وهي من صنع محلي.
          قاعة الصيد البحري:
          وتضم مجموعة من أدوات الصيد التي استخدمها الصياد الأروادي، والتي تبين طرق صيد السمك والإسفنج: شباك صيد، صنارات، أجهزة غطس، بنادق صيد بحرية، إسفنج بحري.
          قاعة الفن الحديث:
          وتضم مجموعة من اللوحات الزيتية والمائية التي تصور الحياة الاجتماعية لسكان الجزيرة .

أهم القطع الأثرية التي عثر عليها في أرواد 


 قمع كان يستخدم في زمن الفينيقيين من أجل إخراج المياه العذبة من قلب البحر .


 أقدم تمثال من الطين في العالم مكتشف في جزيرة أرواد و هو يمثل الربة الأم 

عن المدونة

تحتوي هذه المدونة معلومات كاملة عن مدينة طرطوس من موقعها الجغرافي وتاريخها و المعالم الأثرية الموجودة فيها حيث تناول هذه المعالم بالتفصيل وهي :
جزيرة أرواد , مدينة عمريت الأثرية , قلعة المرقب , برج صافيتا , المدينة القديمة في طرطوس
وتمضن الشرح معلومات مهمة عن كل موقع بالإضافة إلى أهم القطع التي اكتشفت فيه و أهم هذه القطع :
أقدم تمثال طيني مكتشف في العالم في جزيرة أرواد يمثل للربة الأم . ويعود إلى حوالي أربعة آلاف عام
كما تضمنت المدونة معلومات عن السياحة في طرطوس و الاستثمار السياحي فيها
بالإضافة إلى الحديث عن النشاط الثقافي في طرطوس في عدة مقالات و مقابلات مع مسؤولين
كما تحدثت عن المهرجانات التي تتم في مدينة طرطوس و أهمها مهرجان صيف طرطوس و مهرجان السنديان الثقافي في قرية الملاجة
وتحدثت أيضا عن التراث في مدينة طرطوس عبر تقرير مصور عن صناعة القوارب القديمة في جزيرة أرواد والمستمرة منذ أيام الفينيقيين الذي نشروا حضاراتهم إلى العالم أجمع عبر البحر.

أما فيما يتعلق بالخصائص التقنية التي تمت إضافتها في المدونة  :
نشر مقالات مزودة بالصور حيث تم إدراج صور في كل مقال
نشر فيديوهات متعلقة بسياحة طرطوس و معالمها الطبيعية والأثرية و تراثها .
نشر روابط موقع وزارة السياحة السورية و مديرية السياحة في طرطوس بالإضافةإلى روابط المواقع الصديقة.
استبيان موجود في المدونة عن قابلية التطور السياحي لمدينة طرطوس .
خيار الترجمة المدعوم من موقع غوغل
خيار المتابعة
خيار البحث في المدونة
ربط المدونة مع حساب google
خاصية التبليغ عن إساءة الاستخدام
إضافة محررين و ناشرين
إضافة الملف التعريفي
تهيئة رأس الصفحة بعرض عنوان المدونة مع لمحة بسيطة عن ما ستقدمه
خيار المتابعة بالبريد الإلكتروني
إحصاءات المشاهدة للمدونة
تحديد مشاركة مميزة تتحدث عن صناعة السفن في أرواد وجعلها ظاهرة بشكل دائم في الصفحة الأولى

من أنا

الاسم : أحمد محمد أحمد
العمر 26 سنة
المهنة :طالب ماجستير في كلية السياحة جامعة دمشق , و خريج كلية السياحة جامعة دمشق عام 2014 ,
أعمل ضمن المجال السياحي المتعلق بمكاتب السياحة والسفر , بالإضافة إلى الفنادق.
بالإضافة إلى العمل الحر في مجال التسويق سواء ضمن الأسواق الفعلية أو ضمن مجال التسويق الإلكتروني .

واقع الاستثمار السياحي في محافظة طرطوس

تعد محافظـة طرطوس من المحافظات ذات المستقبل السياحي الواعد لما تمتلكه من مقومات سياحية قيمة وجذابة ، من جبال وخضرة ، بحر وينابيع وبحيرات اصطناعية ، ومواقع تاريحية وطبيعية مختلفة وبخصوص واقع الاستثمار السياحي في المحافظة ، تم اجراء هذا الحوار مع السيد المهندس : علي درويش مدير السياحة في طرطوس على هامش سوق الاستثمار السياحي الدولي ، ما المشاريع السياحية المتعلقة بمحافظة طرطوس ؟ عرض في ملتقى سوق الاستثمار السياحي الدولي الثالث ، الذي عقد في دمشق بين 24 26/4/2007 ستة عشر مشروعا يخص محافظة طرطوس راعت التنوع الطبيعي للمحافظة كمشاريع شاطئية ، بحرية ، جبلية ، وبيئية. أحدث هذه المشاريع مشروع ( تل فريك ) في قلعة المرقب  برج الصبي - شاطئ البحر لاقت هذه المشاريع قبولا كبيرا من المستثمرين المحليين والخليجيين والاجانب وبيع معظم الشروط الخاصة بهذه المشاريع إلى المستثمرين - ما أهم المشاريع السياحية التي ترتكز عليها المحافظة لهذا العام ؟ أن انجاز الكورنيش البحري في طرطوس نقطة تحول في المسيرة السياحية للمحافظة هذا العام حيث يتوقع أن يقصده السياح من كافة المناطق والبلدان نظرا لموقعه وحداثته ومن المشاريع الهامة الاخرى مغارة الضوايات ومنطقة مشتى الحلو بمشاريعها السياحية المشتركة والخاصة سوف تصير منطقة جذب مميزة اضافة لمنطقة صافيتا ( المريزة ) وجزيرة أرواد خاصة بعد ترميم قلعتها وبرجها الايوبي ، ومن المتوقع أن عدد السياح الذين سيرتادون المحافظة لعام 7002 م سيصل إلى مليون سائح مقارنة بالاعوام الماضية ، نتيجة حملات الترويج التي قامت بها وزارة السياحة في اوروبا وافريقيا ودول الخليج العربي  - ما عدد المشاريع السياحية حتى الآن ؟ لقد حصل 22 مشروعا سياحيا على رخصة اشادة سياحية من بداية عام 2006 م وحتى الآن ، واغلبها بوشر العمل فيه، وقد تنوعت هذه المشاريع بين مطاعم وفنادق من نجمتين وثلاثة نجوم وشاليهات وبلغ عدد الغرف 2036 غرفة 2348 سريراً و 8679 كرسياً - ما التسهيلات المعطاة لاصحاب المشاريع الاستثمارية ؟ تبعا للقرارات الصادرة مؤخراً من القرار ( 39 -41 ) تم السماح بتعديل المقاسم السكنية إلى منشآت سياحية (فنادق) والقرار 186 الذي يسمح للعرب والاجانب بتملك المشاريع السياحية اضافة إلى القروض المناسبة التي تمنحها المصارف والبنوك لهذه المشاريع السياحية. كما قدمت الدولة لهذا القطاع ايضا بعض الحوافز الاخرى ،كالاعفاء من الجمارك على المواد التي تدخل في انشاء المنشآت السياحية ، الاعفاء من الضرائب والرسوم خلال مدة انشاء واقامة هذه المنشآت مما يشجع المستثمر اكثر فاكثر على جو الاستثمار. ما التصور المستقبلي للخريطة السياحية في المحافظة ؟ تقوم مديرية السياحة من خلال البروشورات السياحية وملتقيات الاستثمار بعرض اهم ما تملكه المحافظة من اماكن اثرية ومواقع سياحية وأراضٍ للاستثمار السياحي ، ونظرا لغزارة المنتج في محافظة طرطوس من جبل ، بحر ،غابات ، مغارات ، قلاع وحصون الخ من المتوقع أن تتبوأ المحافظة مركزا مرموقا على خارطة السياحة السورية والعربية ، وبوادر هذه النهضة بدأت تظهر من خلال المشاريع المقامة حاليا وابرزها الكورنيش البحري ، الذي يشكل بداية لنهضة سياحية مميزة.

برج صافيتا

يقع برج صافيتا في مدينة صافيتا في الزاوية الجنوبية الشرقية لمحافظة طرطوس في سورية والتي تربض على قمم جبلية ثلاث يتوسط أحداهما البرج الشهير ويرتفع عن سطح البحر 419 مترا والبرج هو الوحيد الباقي في القلعة ويرتفع نحو 39 مترا ويعد من أهم المعالم الأثرية في صافيتا.

الموقع

يتوضع البرج في أعلى قمة في المنطقة فوق هضبة مستديرة صخرية في الشعاب الجنوبية لسلسلة الجبال الساحلية يرتفع عن سطح البحر 419 مترا ويشرف على الساحل حتى أرواد وطرابلس والدريكيش وقلعة الحصن يعد منطقة وسطى بين أرواد وحصن سليمان ما يرجح أنه كان محطة وموقعا دفاعيا لحامية فينيقية في دولة أرواد ويمكن رؤية قلعة الحصن وقلعة العريمة وقلعة طرابلس وبرج ميعار وقلعة يحمور وقلعة أم الحوش وقلعة العليقة وقلعة صلاح الدين على امتداد جبال الساحل السوري بالعين المجردة من هذا البرج حيث أنه كان قديما يشكل شبكة اتصال من تلك القلاع بالنيران ليلا والدخان نهارا.

الاسم

حمل برج صافيتا اسم صافيتا / بورغاس القصر الأبيض / أو / بيانك شاستي الحصن الأبيض / حيث كانت هذه التسمية تطلق أيام الحروب الصليبية ويعود سبب تسميته البرج الأبيض لأن الحجارة المبنى منها هي حجارة كلسية بيضاء

وصف البرج

يتم الدخول إلى البرج من البوابة المطلة على جهة الشرق وهي ذات بناء مؤلف من طابقين لم يبق منه من هذا الجانب سوى الجدار الغربي وعقود حجرية , أما البرج المحصن ويبدو بحالة جيدة من المدخل الرئيسي بشكل جيد فقد شيدت جدرانه من قطع حجرية مربعة رائعة تظهر فيها آثار مميزة للإصلاحات التي جرت بعد الزلزال الأول في عام 1170 م والزلزال الثاني عام 1202 م الذي إنهار خلاله الطابق العلوي وأجزاء من الزاوية اليسارية للبرج.
يتألف البرج المحصن من أربعة أقسام وهي الأساس الفينيقي وهو مغمور تقريبا ولكن أساسه يظهر من الجهة الشرقية والشمالية والطابق الأرضي وهو عبارة عن أقبية سقوفها نصف دائرية لها بوابات تؤدي إلى سراديب وفيها خزان ماء محفور في الصخر تم ردمه عندما بدا السكان ببناء مساكنهم.
والطابق الأول للبرج يتألف من كنيسة تمارس الطقوس الدينية فيها حاليا والطابق الثاني يدعى بالقاعة الكبرى فوق الكنيسة للبرج المحصن وهو عبارة عن صالة مفتوحة وفيها نوافذ ومرامي السهام عميقة كانت تؤمن الدفاع عن البرج وقد تم تصميم الطابق الثاني وبناؤه في أوائل القرن الثالث عشر على ثلاث ركائز من الأعمدة الضخمة البارزة تستند إليها عقود متصالبة شديدة الانحناء ويتم الوصول إلى السطح عن طريق درج في الطابق الثاني ويحتوي السطح شرفات ما زال قسم منها محتفظا بفتحاته وهي تطل على الأفق البعيد والشرفات مبنية من صخور ضخمة منحوتة بدقة وعناية كما تضم مدينة صافيتا العديد من المواقع الأثرية والسياحية المهمة مثل حصن سليمان والكفرون وجسر الكفرون ومغارة الضويات.

قلعة المرقب

قلعة المرقب حصن منيع يقع على بعد 5 كم شرق مدينة بانياس علي الساحل السوري وهي تابعة لمنطقة بانياس في محافظة طرطوس في سوريا. بنيت في عام 1062 م فوق قمّة تلّة على ارتفاع 370 م فوق سطح البحر. تشرف من الشرق على جبال اللاذقية ومن الغرب على مدينة بانياس والبحر الأبيض المتوسط وتحيط بها الجبال والغابات الرائعة ويحيط بها خندق ضخم مخلهل يمر عبر درج قائم فوق جسر إلى المدخل الرئيسي للقلعة. ذكرت القلعة في مراجع كثيرة ووصفها أبوالمحاسن في كتابة النجوم الزاهرة بأنها قلعة حصينة ومنيعة وكبيرة جداً.

لقطة لقلعة المرقب من الساحل شمال مدينة بانياس
ولا يمكن للمسافر القادم من اللاذقية أو من طرطوس مهما كان على عجلة من أمره إلا أن يتوقف مندهشاً حين يصل إلى مشارف مدينة بانياس الساحل ليشاهد بين سلسلة الجبال المشرفة على البحر جبلا مغطّى بالغابات والخضرة تنتصب فوقه قلعة ضخمة رهيبة بشكل مدهش، إنها قلعة المرقب أحد حصون وقلاع الساحل السوري.

تاريخ القلعة

بنى تلك القلعة الخليفة العباسي هارون الرشيد خلال فترة حكمه (170 - 193هـ / 789 - 809 م)، ثم أعيد بناؤها سنة 454هـ / 1062 م على يد رشيد الدين الإسماعيلي، واستمرت قائمة حتى سيطر الصليبيون على القلعة سنة 510 هـ / 1117 م وجعلوها حامية لهم، ثم استلمها الإسبتارية سنة 582 هـ / 1186 م[1] فأصبحت من أهم المواقع الحصينة على امتداد الساحل السوري، وقد استعادها السلطان قلاوون سنة 684 هـ / 1285 م بعد معارك عنيفة وحصار طويل وبسبب ارتفاع القلعة وموقعها ومناعة أسوارها كانت عملية تحريرها صعبة جداً وبعد عدّة محاولات تم تحرير القلعة، وكانت هزيمة الصليبيين نكسةً كبيرةً لهم ,خاصةً وأنهم فقدوا أهمّ موقع لهم وكان ذلك إيذاناً بانتهاء وجودهم في الشرق كلّه، علماً أنّ صلاح الدين الأيوبي لم يستطع تحرير القلعة وكذلك السلطان الظاهر بيبرس الذي حقّق نصراً ولكنّه لم يستطع دخولها بسبب صعوبة الوصول إليها وارتفاعها وتميّز ومناعة قلعة المرقب فكانت عصيّة على الكثيرين عبر التاريخ، وبعد تحريرها علي يد السلطان قلاوون أمر بإعادة تحصين القلعة أكثر وجعل فرقته من المماليك البحرية في حمايتها.

وصف القلعة

للقلعة طلّة مهيبة تبهر الناظر إليها من بعيد راسخة كالجبل، يحيط بها سوران سور داخلي وسور خارجي ويحتوي السور الخارجي على 14 برجاً دفاعياً منيعاً وفي داخل القلعة الكثير من المنشآت والمباني مثل قاعة الفرسان والقاعة الملكية وكنيسة تعود للقرن الثاني ومرافق وخزّانات وممرّات الأسوار والأبراج وقد اكتشف في القلعة صور جدارية ملونة من أهمّها على الإطلاق جدارية تمثل (العشاء الأخير) وهي عبارة عن لوحة ملونة رائعة تضم 12 شخصاً تعلو رؤوسهم هالات صفراء اللون ومن بينهم في الوسط صورة تبين (بولس الرسول) (بطرس الرسول)، بالقرب من القلعة معبد أثري بناه أنتيوخوس بن مينودور شيّده إكراماً لأهل بانياس وأعلاه وزوّده بالتماثيل للدلالة على آلهة العبادة في بانياس مثل جوبيتر وباخوس.

طرطوس: حلة جديدة لزوارها في الصيف

تشهد مدينة طرطوس منذ سنوات تنفيذ مشروعات تطوير مدينية وسياحية وخدمية، ضمن خطة شاملة لإعادة تأهيل المناطق العامة في المدينة، حيث تملك محافظة طرطوس -في المدينة والريف- الكثير من المقومات السياحية التي تجعلها في مقدمة الوجهات السياحية في سورية.

ويوم الأربعاء 20 أيار، أطلقت مديرية السياحة بطرطوس موقعها الإلكتروني الخاص على الإنترنت بالعنوان http://www.tartoustourism.org في إطار الخطوات التي تقوم بها للترويج السياحي إيماناً منها بأن توفير المعلومات إلى الجميع يشجع السياحة، تحضيراً لمشاركته في معرض السياحة الداخلية الذي يقام في دمشق >

وحول الموقع، بين المهندس علي درويش -مدير السياحة في طرطوس- أن الموقع يتضمن العديد من الصفحات المتخصصة حول المنشآت السياحية في المحافظة، ومكاتب السياحة، والمطاعم والفنادق، والمعارض، والصور الأثرية والسياحية التي تعرض جمالية المحافظة ومناطقها البيئية والدينية والثقافية، وتشجع السائح على القدوم وزيارة هذه المنشآت والتعرف عليها. وبين المشاركات الأخرى لمديرية السياحة في طرطوس والتي تتمثل في مجسمات وعروض للمواقع الأثرية، وأفلام وصور من المناظر الطبيعية والفعاليات في المحافظة، إضافة إلى الحرف اليدوية والأعمال التقليدية والتراثية الخاصة في المحافظة.

والجدير ذكره أن طرطوس تقدّم لزوارها خلال الموسم السياحي القادم مواقعَ للشواطئ المفتوحة العامة، ومخيمات سياحية في عمريت والكرنك.

مهرجانات ثقافية طرطوس

يوجد في طرطوس ثلاثة مهرجانات ثقافية رئيسية أهمها 
مهرجان السنديان الثقافي.الذي يقيمه أصدقاء الشاعر الراحل محمد عمران في قرية الملاجة ويستمر يومين ويشارك فيه شعراء من فلسطين والامارات ولبنان وليبيا والأردن والسعودية ومصر وسورية ومن بريطانيا والدانمارك كما يقام على هامش المهرجان معرض للفنون التشكيلية يشارك فيه ثمانية فنانين تشكيليين من الأردن وسورية والعراق, ومعرض للتصوير الضوئي يشارك فيه خمسة فنانين وهواة تصوير من سورية. إلى جانب فعاليات موسيقية يقدمها الفنان اللبناني سامي حواط وفرقته وحفلة موسيقية لفرقة الجاز السورية. ‏ ومساء غد الخميس يفتتح مهرجان حصين البحر الثقافي في النادي الرياضي بالبلدة ويستمر لغاية الخامس عشر من الشهر الجارى وتتضمن فعالياته ندوات ومحاضرات ومعرضاً فنياً وعروضاً مسرحية وفنية يلقي خلاله المفكر العربي اللبناني ميشال سماحة محاضرة بعنوان «سورية ولبنان بعد ثلاث سنوات على انتصار لبنان في حرب تموز» كما يفتتح المعرض الفني التشكيلي الذي يشارك فيه 19 فناناً تشكيلياً ومعرض الكتاب لدار طلاس. وفي اليوم الثاني أمسية شعرية يشارك فيها خمسة شعراء من سورية ولبنان وعرض مسرحي منوّع عن نصوص للكاتب سعد الله ونوس تقدمه فرقة الشبيبة للفنون المسرحية اضافة إلى حفل فني في اليوم الثالث, ومساء بعد غد الجمعة يفتتح تحت رعاية د. رياض نعسان آغا وزير الثقافة مهرجان عمريت الثقافي في المركز الثقافي العربي في طرطوس, ويستمر حتى غاية التاسع عشر من الشهر الجارى ويتضمن برنامج اليوم الأول حواراً مفتوحاً مع وزير الثقافة بدعوة من لجنة الصحفيين وإدارة المهرجان وفي اليوم الثاني تكريم الأديب د. أحمد عمران الزاوي وافتتاح المعرض التراثي والتشكيلي مع عرض فني لفرقة البيادر ويوم الأحد محاضرة يلقيها د. أحمد داود بعنوان «المسرح والألعاب الأولمبية إنجاز سوري» والاثنين محاضرة يلقيها د. طيب تيزيني بعنوان «أزمة الفكر العربي وآفاقها» والثلاثاء محاضرة للنائب السابق والإعلامي اللبناني ناصر قنديل بعنوان «الواقع وما يلوح في الأفق العربي» والأربعاء يختتم المهرجان بثلاث حفلات موسيقية لفرق البيادر وإنانا والسنابل. ‏

لقاء مع مدير الثقافة في محافظة طرطوس

لأن الثقافة وعي وقراءة وتحليل معرفي ورؤية معمقة لما يحيط بنا من عوامل حياتية عدّة، ولأن الثقافة مرتبطة بمفهوم الحضارة، والحضارة نتاج وموروث فكري وفني متراكم لدى الشعوب، ولأن سورية مهد الأديان والثقافات، دأبت دول كثيرة تفتقد لأدنى صورة حضارية أو ثقافية على استهداف الإنساني السوري والتأثير على ذاكرته ومحاولة محوها وطمسها ليحل محلها ثقافة غربية تطغى عليها أمور ثانوية تشغله عن همومه وأولوياته في فهم واقعه الحقيقي.
وفي ظلّ الأزمة الحالية أصبح من الضروري بناء مشروع ثقافي فكري، ونتاجات فنية وحركات ثقافية تسهم في إعادة الوعي الذي بدأ الإنسان السوري يفقده وصار جائعاً لكلّ صنوف الثقافة والفنون الحقيقية الشفافة، وبدت الحاجة الماسة لإنسان يكرس كلّ وعيه لتحليل وشرح ما يحدث وأن يقدم رؤى واقعية مستقبلية، وأن يكون أميناً لثقافته التي شكّلها عبر حياته.
وانطلاقاً من أهمية الثقافة ودورها الفعال في تعميق الوعي وبناء مستقبل أفضل ذو ملامح حضارية وتقديم منتج ثقافي قادر على إغناء العقل والوعي الإنساني في أوقات الأزمات، كان لنا هذا اللقاء مع مدير الثقافة في محافظة طرطوس الأستاذة ليندا إبراهيم، بهدف تسليط الضوء على نشاطات المديرية والتعريف بأهم خدماتها وخطتها القادمة ومشروعها الثقافي المنتظر.
23 تشرين الثاني: انطلاقة حقيقة في المشروع الثقافي
أولاً نبارك لك بالعمل الجديد، ماذا يمثّل لك تاريخ 23 تشرين الثاني عام 2017؟
شكراً لكم، الصراحة ربما يكون للأرقام مغزى ومعنى وحتى "لعبة"، لكنَّ للتواريخ لعبة أخرى ربما يرسمها القدر، تاريخ /23/11/2014 يعني لي كثيراً، فقبل أن أكلّف بمهام مديرية ثقافة طرطوس، ذلك التاريخ يمثّل ذكرى تأسيس وزارة الثقافة السورية، وحيث أنني من العاملين في وزارة الثقافة فقد شكّل لي هذا التاريخ معاني كثيرة سامية تخص الثقافة بشكل عام والثقافة السورية بشكل خاص، ويأتي بعدها تكليفي بمهام مديرة الثقافة في التاريخ نفسه، مصادفة لعب القدر فيها لعبته من جهة، ومن جهة أخرى لقدري، كمثقفة لي مسيرتي الإبداعية حتى الآن ومشروعي الثقافي الذي سأجهد لتطبيقه من خلال موقعي الجديد، فهذا التاريخ يعني لي إعلان انطلاقة حقيقية في مشروعي وعملي الثقافي.
من ذلك التاريخ حتى اليوم كان هناك حراك ثقافي، كيف استطعت الارتقاء بالعمل الثقافي؟
أن يصلني آراء وملاحظات وانطباعات ممن حولي ومن المتابعين والمهتمين بأنهم لاحظوا أن ثمّة حراك فهذا أمر يسرني بالغ السرور، وآخذه بعين الاعتبار مؤشر حقيقي لعملي، الذي إن لم ينعكس فعلاً ثقافياً حقيقياً ويشعر به المهتمون وفئات الشعب المستهدفة بالعمل الثقافي فهو دليل أننا لم نبدأ ولم ننتج شيئاً جديداً بعد، وهذا هام جداً ومقدّر عندي.
عشرون مركزاً ثقافياً في مدينة طرطوس وريفها
مديرية الثقافة في طرطوس تتبع لوزارة الثقافة ما هي أهم المراكز الثقافية التي تتبع للمديرية في المحافظة؟
يتبع لمديرية الثقافة في طرطوس عشرون مركزاً ثقافياً في مراكز المدن والبلدات، منتشرة على امتداد المدينة والريف في طرطوس. أهمها المراكز التي لها قدمها وعراقتها مثل: (ثقافي طرطوس ـ صافيتا ـ الشيخ بدرـ الدريكيش ـ بانياس) حيث لها عقود في العمل، إضافة للمراكز التي أنشئت وأحدثت بعدها وتليها أهمية مثل: (القدموس ـ مشتى الحلو ـ برمانة المشايخ ـ الطواحين).
خدمات جمّة تقدمها المديرية في المحافظة، لو تحدثينا عن ذلك؟
من أهم الخدمات المنوطة بمديرية الثقافة كمؤسسة رسمية ضمن الدولة أن تقوم بإنتاج المنتج الثقافي من خلال فعل ثقافي يقوم به القائمون على المؤسسات الثقافية بالتعاون والتشارك مع المثقفين والمهتمين بالشأن العام والوضع الثقافي، هذا هو العنوان العريض، أما التفاصيل فتكمن في شكل ونوعية وماهية وطريقة وإطار إنتاج وتقديم هذا المنتج. فهناك معاهد للثقافة الشعبية تدرّس مختلف المناهج، وركن للإنترنت يشجع على ثقافة النت، والمكتبات الضخمة التي تضمّ عشرات الآلاف من العناوين الهامة، إضافة إلى مختلف الأنشطة والفعاليات والمهرجانات المتنوعة التي تهمّ أكبر شريحة من المجتمع.
إعادة الوهج للمراكز الثقافية هدفنا في عام 2017
لا شكّ أنكم وضعتم خطة مديرية الثقافة في العام الجديد، ما الهدف الرئيس الذي تسعى المديرية إلى تحقيقه في عام 2015؟
الهدف الرئيس هو إعادة الدور والألق والوهج للمراكز الثقافية التي تعدّ صروحاً معمارية ضخمة أنشئت لتكون منارات ثقافية تليق بالهدف الأساس السامي من إحداثها، وذلك من خلال مجموعة من الخطط والإجراءات التي سنعمد لوضعها موضع التطبيق ما أمكن، جوهرها إشراك المجتمع المحلي بالعملية الثقافية، ووضع الخطط لها، الأمر الذي يؤدي لانخراط معظم فئات المجتمع في العملية الثقافية.
ضمن الخطة السنوية هل هناك دورات ستقيمها المديرية لعامليها؟
من المؤكد أن هنالك خطة للتأهيل والتدريب سنعمد لها من مختلف الاختصاصات وللعاملين بمختلف مستوياتهم من رؤساء مراكز وحتى العاملين من مهندسين وفئات أخرى، سواء دورات اختصاصية أو مهنية.
تستضيف المديرية العديد من الفعاليات أبرزها تكريم ذوي الشهداء، ما الهدف من ذلك؟
الهدف هو التكريم أولاً وأخيراً، وبالوقت نفسه تعتبر المراكز الثقافية أولى باستضافة مثل هذه الأنشطة كونها ممارسة لفعلٍ ثقافي بالأساس، ناهيك عن استقطاب الفئة الأهم الآن ولاحقاً وهم من ضحوا وبذلوا أرواحهم ودماءهم فداء الوطن.
على ماذا تتركز الندوات والمحاضرات التي تستضيفها المديرية والمراكز التابعة لها؟
على مختلف العناوين والاهتمامات سواء فكرية أم تفاعلية أم تشاركية أم ملتقيات ومهرجانات.
العقلية الظلامية الرجعية هي الضرر الأعظم
في ظلّ الأزمة الحالية ما هو حجم الضرر الذي طال الكثير من الصروح الثقافية؟ (مثلاً محافظة الرقة كانت المراكز الثقافية فيها مستودعاً لأسلحة المسلحين).
أعظم الضرر، وهو غير الضرر في الممتلكات العامة واستهدافها كمراكز إشعاع ثقافية، فالضرر الأساس كان العقلية التي تسود الآن، وهي العقلية الظلامية الرجعية، وأستطيع القول إن أخطر ما قاموا به ليس استباحة حرمات الأبنية والمراكز فحسب، بل وتحطيم واستباحة النصب التذكارية لأهم رموز الفكر والثقافة والحضارة الإنسانية السورية، وليس في الرقة فقط بل في حلب ودرعا، كتمثال أبو العلاء المعري وغيرها الكثير.
ما هي الإجراءات المتخذة لإعادة ترميم جراحها؟
هي في رسم القائمين على وزارة الثقافة السورية، ما أن يتحسن الوضع الأمني وتنحسر العمليات العسكرية، مستردة الأرض والأمن والأمان قبل كلّ شيء.
هل هناك تعاون بين المديرية ومديرية السياحة في طرطوس؟ وكيف يترجم هذا التعاون؟
سيكون هناك تعاون لجهة السياحة الثقافية، فالمدينة تعجّ مركزاً وأطرافاً بالآثار التي تنمّ عن حضارة هذا البلد العريقة، وسيتمّ استثمارها بالتأكيد.
ثقافي أرواد إلى إدارة جديدة، ودار واحدة للسينما
إلى أي مدى تعدّ المراكز الثقافية في القرى والبلدات فعالة؟ وأين هو جمهورها؟
إلى حدّ ما وليس بشكل مرضٍ، فقد شهد العقد الماضي انحساراً في الإقبال الجماهيري على المراكز الثقافية، وهذا له أسبابه الكثيرة التي نتلمسها الآن بغية معالجتها.
أين هو مركز ثقافي أرواد من خطتكم؟
ثقافي أرواد في طريقه إلى إعادة التأهيل، ويشهد تغييراً من إدارة جديدة إلى تنظيم داخلي إداري جديد.
في ظلّ جمهور شبه غائب، ما هو واقع المسرح القومي في طرطوس؟
الجمهور ليس غائباً، وتحديداً عن المسرح القومي في طرطوس، والحقيقة شهد إدارة جديدة وعملاً جديداً، نتمنى له الاستمرار في النجاح.
هل هناك أي من دور للسينما في المحافظة؟
هناك دار واحدة فقط من دور السينما التي تتبع للمؤسسة العامة وهي سينما الكندي، إضافة لعدد من دور السينما التقليدية القديمة الخاصة، لكنها تراجعت في دورها، ومن أهم الأسباب الأزمة التي تتعرض لها سورية منذ حوالي أربع سنوات.
أهم العوائق تراكم العقليتين الإدارية والثقافية, وفي الأفق مشروع ثقافي
تعاني سورية بشكل عام من هجرة العقول والأدمغة والمثقفين، كيف يتم تشجيع من بقي من الكتاب والمثقفين والفرق الموسيقية أو الفلكلور الشعبي للمساهمة في إعادة ما تهدم؟
من خلال استقطابهم وفتح الأذهان والعقليات قبل الأمكنة، من أجل إعادة جهودهم وتجميعها في خدمة الوطن سورية وقبل أي شيء آخر.
منذ استلامك لعملك ما هي المشكلات التي تعوق العمل؟
من أهم ما نعانيه تراكم العقليتين السائدتين على مدى عقود، هي: العقلية الإدارية الوظيفية والعقلية الثقافية، وهاتان ما سيتم العمل عليهما.
رسالتك كمدير للثقافة في طرطوس إلى الجمهور في المحافظة خاصة وسورية عامة عبر مؤسسة دام برس الإعلامية؟
أستطيع القول إن ثمّة مشروعاً ثقافياً سيرى النور، أتمنى أن ينعكس إيجاباً على البلد سورية بكامل حضارته التي نعهدها والتي نحملها في جيناتنا من أمنّا سورية.
في ختام لقائنا نشكر مدير ثقافة طرطوس الأستاذة ليندا إبراهيم على استضافتها الكريمة، ونتمنى لها التوفيق والنجاح في عملها الجديد، كما نتمنى أن تشهد المحافظة خاصة وسورية عامة حراكاً ثقافياً قوياً يعيد النبض والروح الثقافية.

محاضرة بعنوان ( يوم السياحة العالمي ) في صافيتا

محاضرة بعنوان ( يوم السياحة العالمي ) ،قدمها الأستاذ ( امطانيوس طنوس ) تحدث في البداية السيد امطانيوس عن الجهود التي تقوم بها وزارة  السياحة  للنهوض بالقطاع السياحي حيث أقامت دورات تخصصية للعاملين في القطاع السياحي ،ووضعت الشروط التي يجب ان تتوفر في اي منشأة  لتحديد درجة تصنيف المنشأة  بالإضافة إلى الترويج السياحي والتعريف بالسياحة في الخارج والداخل واقامة المهرجانات السياحية مثل مهرجان طائر الفينيق واقامة بعض المشاريع للاستثمار السياحي مثل المارينا.


كما و تحدث عن الصعوبات التي يواجها قطاع السياحة في ظل الأزمة السورية من تدمير للمنشآت السياحية ،وانخفاض دخل المواطن وخاصة الطبقة الوسطى بالإضافة إلى الحصار الاقتصادي الذي نتعرض له ،و شهد هذا العام زيادة نسبة الوافدين الى سوريا بنسبة ٢٥٪ عن النصف الثاني من العام الماضي ،وانتهت المحاضرة بالحديث عن الأماكن السياحية في مدينة صافيتا ( ٣٣ منشأة سياحية ) أهمها برج صافيتا الأثري .



عمريت المدينة المنسية

مدينة عمريت 




عمريت              
الموقع الجغرافي :   
تقع عمريت على الساحل الشرقي للبحر الابيض المتوسط –الساحل السوري الفينيقي مقابل جزيرة أرواد التي يفصلها عنها البحر بمسافة 2500 م وتبعد عن مدينة طرطوس 7 كم جنوبا وتمتد على مساحة تقدر بستة كيلومترات مربعة .

وهي واحدة من المدن الفينيقية القديمة تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد واسم عمريت أو أمريت هو الاسم الكنعاني القديم ,وأول ذكر لها باسم «ماراتوس» يعود إلى نهاية العام 333 ق.م أي في عهد الإسكندر المقدوني،،وكانت من أكبر مدن الشرق
ذكرت الجزيرة في رسائل تل العمارنة .‏ 
وهناك ذكر آخر لعمريت أثناء حملات تحوتمس الثالث (1501- 1474ق.م)، حيث يرد اسم «قرت-أماروتا»، وكذلك خلال فترة آشور ناصربال الثاني (883-859 ق.م) الذي  سيطر على الساحل الجنوبي .‏
في النصوص المصرية‏
ذكرت في بعض النصوص من مصر من القرن الثاني عشر قبل الميلاد، وضمن هذه النصوص كانت تتم الإشارة إلى اسم «أمورو» وقد قربها الباحثون من عمريت
تعتبر مدينة عمريت مدينة قائمة بحد ذاتها ولم يكتشف منها إلا القليل بالرغم من كثرة المكتشفات فيها وسنتحدث عن أهم الآثار التي وجدت فيها والتي يمكن أن تدخل في عملية التخطيط السياحي للمدينة .
تعتبر مدينة عمريت مدينة قائمة بحد ذاتها ولم يكتشف منها إلا القليل بالرغم من كثرة المكتشفات فيها وسنتحدث عن أهم الآثار التي وجدت فيها والتي يمكن أن تدخل في عملية التخطيط السياحي للمدينة .

أولا : المعبد :
يتوضع المعبد في الجانب الغربي من التل الذي يبعد عن الشاطئ حوالي 2كم ويحده من الشمال نهر عمريت وإلى الشرق منه نبع ماء كان يصب ضمن البحيرة المقدسة
يرجع بناء المعبد إلى الفترة الواقعة بين القرن السادس والسابع  ق.م


الوصف المعماري للمعبد :     
نُحت المعبد ضمن الطبقة الصخرية الطبيعية بمخطط على شكل مربع , وتم تفريغ الداخل لإنشاء بحرة يتوسطها هيكل مرتفع فوق مستوى الماء ويتم الوصول إلى البحرة عبر مدخل كبير يحيط به من كل جانب مدخل على شكل برج مؤلف من طابقين

المعبد كان مكرسا للإله ملكارت وقد دمج لاحقا مع هرقل
ملكارت هو الشافي من الامراض كما انه إله البحر وإله الخصب كما كان معروفا .



ثانيا : الملعب :

تمَّ التعرف على بناء الملعب وهويته بشكلٍ جيد منذ حفريات الباحث رينان عام 1926 م.
وجاء موقعه على منحدرالسفح الايمن من نهر عمريت
ابعاده 230 م طولا و 30 م عرضا بالاضافة إلى مدرجات مخصصة للجلوس وبالبالغ عددها 7 درجات من كل جهة وعرض كل منها 55 سم .

نحت جسم الميدان في الصخر الطبيعي المداخل نفذت من الجهة الشرقية  داخل بناء نصف دائري في الجانب الشرقي تنحرف الدرجات من الجانبين مشكلة قوس  في اخرهما يوجد حجر حفر على جانبيه لتشكيل مدخلي الملعب وهناك مدخل اخر مصمم للرياضيين حفر تحت درجات الجانب الجنوبي أما من جهة الغرب فلا توجد درجات .





ثالثا : المغازل :
تقع على هضبة صخرية بين المقالع القديمة , تغطي مساحة كبيرة لأنها كانت مدافن لمدينتي عمريت و أرواد وسميت لدى الآهلين باسم المغازل نظراً لشموخ نصبها التذكاري

وهي نوعان :
الاولى هرمية قاعدتها مكعبة يعود تاريخها الى القرن الخامس قبل الميلاد
والثانية قببية زينت اطرافها بمنحوتات تمثل اسودا جانبية وهي من الطراز الفارسي لها درج وفسحة صغيرة داخلها ردهات صغيرة





رابعا : مقابر عازار :
تقع على بعد 5كم من مدينة طرطوس جنوبا وعلى بعد 2كم من مدينة عمريت مقابل جزيرة ارواد
حيث يعتقد انها استخدمت كمقابر لأهل أرواد لصغر حجم الجزيرة.
لم يعرف من اين جاءت هذه التسمية للمنطقة إلا أن الناس كانوا يتناقلون اسم مقابر عازار من جيل إلى جيل
اكتشافها كان اثناء تشييد مرفأطرطوس منذ عام 1965 عندما كان القائمون على التشييد ينقلون الرمال من تلك المنطقة
ولم يكن يعلم أحد بوجود تلك المقبرة فكلما زاد نقل الرمال كانت تظهر معالم جديدة منها عندها بدأ التنقيب ودراسة المكان.